المانيا واليونان مباراة طحنة يحضرها شخصيات سياسية ودولية هامة

1:59 م
المانيا واليونان مباراة طحنة يحضرها شخصيات سياسية ودولية هامة
المانيا واليونان مباراة طحنة يحضرها شخصيات سياسية ودولية هامة
بينما تأسس كل من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) والمفوضية الأوروبية من أجل خلق عالم من الاتحاد في القارة العجوز على مستويات مختلفة ، سيكون من المستحيل تجاهل حالة الارتياب والشك العميقة بين الشعبين اليوناني والألماني عندما يلتقي منتخبا البلدين غدا الجمعة بمدينة جدانسك البولندية.
ويلتقي المنتخبان الجمعة في ثاني مباريات دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) ببولندا وأوكرانيا.
ومثلما هو الصراع بينهما على ملعب كرة القدم ، يبدو الحال في عالم الاقتصاد ، حيث تمثل ألمانيا القوة الدافعة الرئيسية في الاقتصاد الأوروبي بينما تبدو اليونان هي الحلقة الأضعف في الاقتصاد الأوروبي.
ولكن مباراة الجمعة تبدو الوسيلة المناسبة للثأر والرد من قبل اليونانيين بعد المهانة التي تعرضت لها بلادهم على المستوى المالي والاقتصادي بعدما تلقت بلادهم خططا لإنقاذها من الإفلاس.
وذكرت صحيفة "سبورتداي" اليونانية "الآن نحتاج للألمان !" وذلك قبل مباريات الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة والتي شهدت فوز ألمانيا على الدنمارك 2/1 لتحسم صدارة المجموعة وتتأهل لمواجهة اليونان في دور الثمانية بعدما احتل المنتخب اليوناني المركز الثاني في المجموعة الأولى.
وطالب عنوان صحفي آخر "أحضروا لنا (أنجيلا) ميركل" في إشارة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي يتهمها كثير من اليونانيين بالعناد في عملية فرض إجراءات تقشف تنفذها اليونان في مقابل القروض الطارئة التي تحصل عليها اليونان في إطار إنقاذها من الإفلاس والانهيار.
ويضاعف من صعوبة الموقف أن ميركل ستحضر مباراة ربع النهائي بعد ساعات من اجتماع مهم لها بالعاصمة الإيطالية روما للتعامل مع ما يمكن أن يصبح الضحية التالية في أزمة منطقة اليورو وهي إيطاليا.
ورغم ذلك ، ما زال من المتوقع أن يركز المشجعون في المدرجات والبالغ عددهم 40 ألفا بشكل أكبر على المباراة الكروية التي ستدور أمامهم على أرض الملعب.
وبعيدا عن التطورات التي شهدتها أوروبا في الفترة الماضية ، يسود العداء التاريخي بين اليوناني وألمانيا حيث تعيد مباراة الغد فتح الجراح بين البلدين بسبب الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية التي انطلقت شرارتها من منطقة قريبة للغاية من مدينة جدانسك التي تشهد مباراة الغد.
وبينما يمكن اعتبار اليونان هي مسقط رأس الحضارة الغربية ، يعاني هذا البلد حاليا من أزمة اقتصادية حادة ويضطر لتقليص كبير في النفقات العامة.
ويبدو العداء ضد ألمانيا في أعلى درجاته لدرجة دفعت مجموعة من المحتجين إلى ارتداء زي نازي للتعبير عن غضبهم من السياسات الاقتصادية التي تمليها برلين.
ويتحدث المدرب البرتغالي فيرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب اليوناني كما لو كان يونانيا حيث قال في الأسبوع الماضي "الجميع يجب أن يحترموا اليونان لديمقراطيتها وقيمها وعلمها. كل شيء بدأ في اليونان ولذلك من الصعب على أي أحد أن يمنحنا محاضرات".
وسبق للمهاجم الإنجليزي السابق جاري لينكر أن وصف كرة القدم بأنها "لعبة بسيطة ، 22 رجلا يطاردون الكرة على مدار 90 دقيقة ثم يفوز الألمان دائما في النهاية".
وفي الوقت الحالي ، يكون من أحد الأحكام المسبقة في عالم كرة القدم الأوروبية دائما أن الألمان بلا إحساس ولا رحمة في الملعب بينما يتسم اليونانيون بالكسل وأنهم لا يتعلمون أبدا وأنهم يستحقون "العقاب".
ولذلك ، هل تصبح مواجهة الغد مجرد مباراة في كرة القدم ؟ للإجابة على هذا ، يكفي التظر لما قاله ميخاليس سيفاكيس حارس مرمى المنتخب اليوناني بعد مباراة ألمانيا أمام الدنمارك والتي انتهت بفوز ألمانيا.
وقال سيفاكيس "نحن شعب رائع لا يستحق كل هذا".
ومن المؤكد أن الفوز على ألمانيا في مباراة الغد سيمنح اليونانيين فرصة رائعة للخروج من أحزانهم في ظل الأزمة الاقتصادية لبلدهم.
ولكن لارس بيندر الذي سجل هدف الفوز 2/1 للمنتخب الألماني على الدنمارك يوم الأحد الماضي ، لا يعتقد أن السياسة ستلعب دورا في مباراة الغد.
وقال بيندر "نعلم جميعا الموقف السياسي في اليونان. كانت هناك انتخابات يوم الأحد الماضي. من الصعب بالتأكيد على اليونانيين أن يحتفلوا في حالة التأهل وأن ينسوا ما تمر به بلادهم. ولكنني لا أعتقد أن ذلك سيكون له أي تأثير على المباراة".
................................................................